هواجس مشروعة........... أول ما تبادر الى ذهنه وقد أَلقوه من علو شاهق كيف سيموت، سيصطدم بالأرض وتفرم رأسه تضاريسها، ام ستكّسر عظام رجليه وعموده الفقري، وهل يقلص عضلاته أفضل ام يرخيها، وهل سيشعر بالألم الشديد!... مرحبا بالموت فكلنا نموت ولكنه لا يحب الألم.
انتظر ذلك بتوتر شديد ، ثم دخل سريعا نفقا واسعا كسمكة مخدرة اثناء سقوطه ، يلفه ضجيج المكان وصوت الهواء حوله كأنه صاروخ أطلق من قاصفة، ثم تبادر إلى ذهنه بعد ذلك هاجس عتيد، هل سيدخل بعد موته الجنة ام النار؟ وهل عمل في حياته ما يكفي ليرضي الله عنه؟ وتذكر إنه متراضي مع اغلب الناس وهذا يكفي لدخوله الجنة، ثم دخل نفقا عموديا آخر، وآخر، وبسرعة أكبر من قبله، وكل نفق منحرف بزاوية قائمة مع الآخر، وتراه يتساءل بأمل شديد ورجاء بعيد، هل سيلقى به الى البحر في نهاية الأنفاق هذه؟! أم سيجد نفسه في الفضاء من جديد؟! فربما يقدر الله له الوسيلة لرؤية أهله ليحيا معهم حياته الهانئة من جديد، وقد هزته يد كريمة تدعوه للاستيقاظ وتنبئه بنجاح العملية الجراحية.