كالخريف يمضي......... نحن المارون من هنا...
العابرون للمسافة الفاصلة بين عتمتين...
النازفون آلاماً وأحلاماً ..
لم نزل نفتش بتعاسة عن السعادة.
" لقد نجوت من الحياة باعجوبة" هكذا كتب أحدهم فوق لحده.
ليل و صمت مريب ينتشران خلف نافذة مغلقة.
ثمة كتاب مفتوح فوق الطاولة وعينان معلقتان فيه مسكونتان بالشرود.
لا أعرف لما أتذكر الآن دفتراً قديماً كتبت على غلافه ذات مراهقة : " مذكراتي"
" لم تعش ما يكفي لتتذكر" قلت لنفسي مبتسماً.
في الواقع لم تكن ذكريات زمن مضى .. كانت أحلام مستقبل آت..
كان عليَّ أن أسميها أحلامي.
" كان البحر واسعاً، والأحلام نوارس لموانئ شتى"
كم من الأحلام تساقطت على أرصفة الحياة.
ربما أستطيع الآن أن أكتب ذاكرتي.
لدي ما يكفي من هزائم.
" لم يبق غير ميناء واحد!!"